العالم بحروف عربية
تَحكي إحدى الأساطير، أن في أعماق البحر الدفين ، أسفل جبل إتنا العظيم، استقر هيفايستوس Héphaïstos، ابن كبير الآلهة زيوس و الإلهة هيرا، بعدما نُبِذَ من أعالي الأولمب لقبحه و بشاعته. في منفاه تعلم الحدادة و برع فيها فكان لا يُضاهيه أحد في مهارته . صارهيفايستوس إله النار و عُهِدَ إليه بصناعة أسلحة آلهة الأولمبيا. كان كلما أوقد النار في فرنه، انبعثت النيران من فوهة إتنا باعثة الفتنة و الرعب في قلوب الفانين من البشر.
في وادي المعابد، ستخال نفسك لوهلة في زمن آخرتوقف عن الدوران. أطلق لخيالك العنان و جل في أرباع المكان و تأمل في خشوع عظمة البنيان و فناء الإنسان.
عفوا عزيزي القارئ، ستحتاج الكثير من الخيال. فأنت على الأغلب ستكون محاطا بعرمرم من السياح يلوحون كل بعصا “سيلفي” و يتخاطفون الصور التذكارية متخذين أوضاعا بهلوانية.
عند ذكر صقلية، سيتبادر إلى ذهنك، إن كنت من محبي السينما، قصص المافيا و سيرة العراب الباتشينو.
و إن كنت متابعا للأحداث العالمية، ستتذكر حتما أخبار قوارب الموت التي تلفظ ركابها أحياء أو أمواتا على شواطيء الجزيرة.
لكن رغم الظلال القاتمة للأحداث على واقع صقلية، تبقى الجزيرة من أجمل الوجهات السياحية في أوروبا البحر المتوسط.